كبير حوض، يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم، وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته بشيء معلوم من الدراهم. ثم يرحل الركب من تبوك، ويجدون السير ليلا ونهارا، خوفا من هذه البرية، وفي وسطها الوادي الأخضر، كأنه وادي جهنم، أعاذنا الله منها، وأصاب الحجاج به في بعض السنين مشقة، بسبب ريح السموم التي تهب، فانتشفت المياه، وانتهت شربة الماء إلى ألف دينار، ومات مشتريها وبائعها، وكتب ذلك في بعض صخر الوادي.
ومن هناك ينزلون بركة المعظم، وهي ضخمة، نسبتها إلى الملك المعظم، من أولاد أيوب، ويجتمع بها ماء المطر، في بعض السنين، وربما جف في بعضها.
وفي الخامس من يوم رحيلهم عن تبوك يصلون إلى بئر الحجر: حجر ثمود وهي كثيرة المياه، ولكن لا يردها أحد من الناس مع شدة عطشهم، اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بها في غزوة تبوك فأسرع براحلته، وأمر ألا يسقي منها أحد (?).
أما محمد السنوسي في كتابه الرحلة الحجازية، فقد تحدث عن تبوك في ثلاث صفحات، وبعض كلامه عنها مما جاء في كتب التاريخ في السيرة النبوية لابن هشام وغيره، وعند ابن كثير في تاريخه، والطبري في تاريخه.