بذلك رضي الله عنه وهكذا قضى بالسنة في إقامة حد الشرب على الوليد بن عقبة ولما بلغ رضي الله عنه أن عثمان رضي الله عنه ينهى عن متعة الحج أهل علي رضي الله عنه بالحج والعمرة جميعا وقال: لا أدع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقول أحد من الناس ولما احتج بعض الناس على ابن عباس رضي الله عنهما في متعة الحج بقول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في تحبيذ إفراد الحج قال ابن عباس: يوشك أن تنزل حجارة من السماء أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقولون: قال أبو بكر وعمر، فإذا كان من خالف السنة لقول أبي بكر وعمر تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده، ولما نازع بعض الناس عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في بعض السنة قال له عبد الله: هل نحن مأمورون باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - أم باتباع عمر ولما قال رجل لعمر: إن ابن حصين رضي الله عنهما حدثنا عن كتاب الله وهو يحدثهم عن السنة غضب رضي الله عنه وقال: إن السنة هي تفسير كتاب الله ولولا السنة لم نعرف أن الظهر أربع والمغرب ثلاث والفجر ركعتان ولم نعرف تفصيل أحكام الزكاة إلى غير ذلك مما جاءت به السنة من تفصيل الأحكام، والقضايا عن الصحابة رضي الله عنهم في تعظيم السنة ووجوب العمل بها والتحذير من مخالفتها كثيرا جدا، ومن ذلك أيضا أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما حدث بقوله - صلى الله عليه وسلم - «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله (?)»، قال بعض أبنائه: والله لنمنعهن فغضب عليه عبد الله وسبه سبا شديدا وقال: أقول قال رسول الله وتقول والله لنمنعهن، ولما رأى عبد الله بن المغفل المزني رضي الله عنه وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض أقاربه يحذف نهاه عن ذلك وقال له: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحذف وقال إنه يصيب صيدا ولا ينكأ عدوا ولكنه يكسر السن ويفقأ العين (?)» ثم رآه بعد ذلك يحذف فقال والله لا كلمتك أبدا أخبرك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الحذف ثم تعود، وأخرج البيهقي عن أيوب السختياني التابعي الجليل أنه قال: إذا حدثت الرجل بسنة فقال: دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال، وقال الأوزاعي رحمه الله: السنة قاضية على الكتاب ولم يجئ الكتاب قاضيا على السنة ومعنى ذلك: أن السنة جاءت لبيان ما أجمل في الكتاب أو تقييد ما أطلقه أو بأحكام لم تذكر في الكتاب كما في قول الله سبحانه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (?) وسبق قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (?)» وأخرج البيهقي عن عامر الشعبي رحمه الله أنه قال لبعض الناس: " إنما هلكتم في حين تركتم الآثار " يعني بذلك الأحاديث الصحيحة وأخرج البيهقي أيضا عن الأوزاعي رحمه الله أنه قال لبعض أصحابه: إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مبلغا عن الله تعالى وأخرج البيهقي عن الإمام الجليل سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله أنه قال: إنما العلم كله بالآثار، وقال مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو حنيفة رحمه الله: إذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين وقال الشافعي رحمه الله: متى رويت عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015