«ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله (?)» أي ادعهم إلى أن يوحدوا الله، والمعنى يبدأ دعوته لهم بالتوحيد كما بدأ جميع الرسل دعوتهم بذلك، وذلك قبل الدعوة إلى الصلاة والزكاة وغير ذلك؛ لأن هذا هو أساس الدين وهو أساس الملة وهو أعظم واجب. يقول جل وعلا: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (?) ويقول جل وعلا: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (?) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (?) ويقول جل وعلا: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (?).
وفي غالب الأمصار والبلاد- إلا من رحم الله- تجد من عبد مع الله سواه، فهذا يعبد فلانا وهذا يدعو فلانا وهذا يرجو فلانا عند شدة المصائب وعند حدوث الكروب فيفزع إلى البدوي أو إلى عبد القادر أو إلى الحسين أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى إبراهيم أو إلى إسماعيل أو إلى فلان يستعيذ بهم أو يستغيث بهم، فهذا هو الشرك الأكبر وهكذا الذبح لهم والنذر لهم، ومن ذلك أن يدعو الجن ويسألهم قائلا أيها الجن افعلوا كذا افعلوا كذا.
فالعبادة حق الله سبحانه يجب الإخلاص فيها لله. فإذا حزبك أمر فقل: يا الله أغثني، يا الله اهدني، يا الله أدخلني الجنة، يا الله بارك لي فيما أعطيتني، يا رب نجني من كذا، خلصني من كذا،