قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا (?)».

الطير لا تفكر ولا تخطط، لكنها مفطورة على ذكر الله، وعلى تسبيحه، وعلى التوكل عليه؛ ولذلك يرزقها الله ببذل أدنى الأسباب، وهو الغدو، وهذا من رحمة الله ولطفه بمخلوقاته.

وأخرج أبو داود بسنده من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي (?)».

إن المتوكل على الله يهديه ويكفيه ويقيه؛ ومن الكفاية كفايته في رزقه وشئونه وأعماله ووظيفته وأسباب معاشه؛ ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى عبده وخليله بالتوكل عليه، وقصر الكفاية عليه، فقال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (?). والأمر للرسول عليه السلام أمر لجميع المؤمنين، وهذا كله دليل على أهمية التوكل وفضله في الدنيا والآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015