فكيف إذا عدم الأمران جميعا. يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه. ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله: " اخرج منه " أو يقول: " بسم الله " أو يقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله "، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: " اخرج عدو الله، أنا رسول الله ".
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول: قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك. فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب، فيفيق المصروع ولا يحس بألم. وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا. . . إلى أن قال: وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة. وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا " انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية، وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة، على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك، وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في