المطلب الثاني:
أما كيف يمكننا التعامل مع الظروف والتيارات المعاصرة بسلام في ظل الشريعة المطهرة، فإننا إذا أدركنا أن ديننا الحنيف دين يسر وسماحة لا إصر فيه ولا أغلال؛ لأنه دين فطرة لا ركود فيه ولا جمود، وأنه صالح لكل زمان ومكان، قابل لمسايرة أي تطور في نمط الحياة؛ لأنه من لدن حكيم عليم، هو الذي ارتضاه لنفسه دينا، وأتم به النعمة علينا، القائل عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?)، والقائل عز وجل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?)، وهو الذي رفع به عنا الإصر والأغلال، كما قال تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} (?)، قال الله تعالى: قد فعلت، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالعبادة بمعناها الواسع التي خلقنا الله من أجلها فقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (?)، هي الطاعة والانقياد لأوامر الشرع، والتأطر به وبتعاليمه اعتقادا