تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (?)، ثم تكفل بحفظه لنا في الصدور والسطور، وبصونه عن التغيير والتبديل على ممر العصور والدهور، قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (?)، وقال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} (?) {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (?) {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (?) {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (?). هدايته مشرقة مبهرة، وقطوفه دانية مثمرة، يجدها الإنسان العادي على طرف الثمام؛ ولذلك خاطب به الخواص والعوام، بمثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} (?) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (?) ليأخذوا منه الأحكام مباشرة. أما المتبحر في العلوم فإنه يغوص لالتقاط نفائس درره في التخوم، وكلما ازداد تعمقا ازداد تفوقا في العلوم، فلله الحمد والمنة على هذا التكريم.