قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: " ما تضمنته هذه الآية الكريمة من وعد أهل الجنة بالغرف المبنية ذكره جل وعلا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة سبأ: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (?)، وقوله تعالى في سورة الصف: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (?) لأن المساكن الطيبة المذكورة في التوبة والصف صادقة بالغرف المذكورة في الزمر وسبأ " (?).

وقال الله تعالى بعد ذكر صفات المؤمنين: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (?). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (?). وقال الألوسي: " الغرفة: الدرجة العالية من المنازل، وكل بناء مرتفع عال. وقد فسرت هنا على ما روي عن ابن عباس: ببيوت من زبرجد ودر وياقوت. . . " (?).

فهذه المنازل من الغرف جعلها الله تعالى مرتفعة عالية على غيرها من المساكن الأخرى، واختص بها من شاء من عباده الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015