والاختلاف. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (?)، ويقول جل وعلا في هذا الكتاب العظيم: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (?)، ويقول سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (?). فهو يدعو إلى الاجتماع على الحق، والتواصي بالحق، كما قال سبحانه: {وَالْعَصْرِ} (?) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (?) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (?). وهذه السورة العظيمة القصيرة قد جمعت الخير كله، وما أبقت شيئا من الخير إلا ذكرته، ولا شيئا من الشر إلا وحذرت منه.

وهؤلاء المستثنون فيها هم الرابحون؛ من الجن والإنس، من الذكور والإناث، من العرب والعجم، من التجار والفقراء، من الأمراء وغيرهم، هم الرابحون، وهم الناجون من الخسران، وهم الذين اتصفوا بأربع صفات، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.

هؤلاء هم السالمون من الخسران، ومن عداهم خاسر على حسب ما فاته من هذه الصفات الأربع. فمن آمن بالله ورسوله وصدق الله في أخباره، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015