الوصية بكتاب الله (القرآن الكريم)

لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن كتاب الله فيه الهدى والنور، وهو حبله المتين، وصراطه المستقيم، وهو ذكره الحكيم، من تمسك به نجا، ومن حاد عنه هلك. يقول الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (?) {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (?).

هذا كتاب الله يهدي للتي. هي أقوم، يعني: للطريقة التي هي أقوم، والمسلك الذي هو أقوم، الذي هو خير الطرق وأقومها وأهداها، فهو يهدي إليه، يعني: يرشد إليه، ويدل عليه، ويدعو إليه، وهو توحيد الله وطاعته، وترك معصيته والوقوف عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015