سعتها، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وكانت مهمة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الأولى هي ترسيخ العقيدة، وتأصيلها في النفوس؛ فهي المهمة الأولى، وهي القضية الكبرى فالعقيدة هي القاعدة الأساسية لإقامة هذا الدين، وهي الأساس، والعبادة هي البناء القائم على أصل العقيدة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (?) لأن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، يترتب عليه الانقياد. له فيما اختاره ورضيه، وفيما أمر به وما نهى عنه.
فالعقيدة هي المدخل للإسلام وهي محوره والروح التي تسري فيه، وقد جاءت هذه العقيدة في سورتين موجزتين هما سورتا الإخلاص {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (?) و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (?) وهاتان السورتان جاءت فيهما خلاصة العقيدة، ولهذا جاءت السنة بمشروعية قراءتهما في ركعتي الفجر؛ ليبدأ المسلم حياته اليومية بتصفية نفسه، وإخلاص عقيدته وصدق توجهه إلى خالقه.
فالقرآن الذي ظل يتنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة ثلاثة عشر عاما كاملة يحدثه فيها عن قضية واحدة لا تتغير، ولكن طريقة عرضها لا تكاد تتكرر؛ ذلك أن الأسلوب القرآني يجعلها