تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (?) أي: قرن بين كل شكل وشكله في النعيم والعذاب، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الآية: " الصالح مع الصالح في الجنة، والفاجر مع الفاجر في النار " (?)، وقاله الحسن، وقتادة، والأكثرون (?)، وقيل: " زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين، وأنفس الكافرين بالشياطين " (?)، وهو راجع إلى القول الأول، وقال تعالى:
{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} (?) ثم فسرها " من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد، ومنه قولهم. "زوجا خف، وزوجا حمام " ونحوه، ولا ريب أن الله سبحانه قطع المشابهة والمشاكلة بين الكفار والمؤمنين، قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} (?)، وقال تعالى: في حق مؤمن أهل الكتاب وكافرهم:
{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (?) الآية، وقطع المقارنة سبحانه بينهما في أحكام الدنيا فلا يتوارثان، ولا يتناكحان، ولا يتولى أحدهما صاحبه، فكما انقطعت الوصلة بينهما في المعنى انقطعت في الاسم، فأضاف فيها المرأة بلفظ الأنوثة