وهذه صفات نبيلة قل أن يقوى عليها، إلا من رزقه الله علما وحلما وبعد بصيرة، وتقوى لله عز وجل. ومع هذه الصفات فقد آتاه الله مهابة في نفوس الناس.

4 - ولحرصه على أن تكون صفاته مستمدة من تعاليم القرآن، فقد كان يتنزه عن الغيبة والحديث في الآخرين بما يكرهون، وقد كان هذا سجية فيه منذ حداثة سنه، هذا إلى جانب الحظ الوافر من الشجاعة وقوة الشكيمة في الحق، حيث لا يخاف في الله لومة لائم أيا كان المخاطب.

5 - عرف عنه - رحمه الله - إطالة التأمل، والتعمق في الأمور، وبعد النظر فيما يعرض عليه من القضايا التي جدت في الحياة، فكان لا يتعجل حتى يمعن في الدرس والتأمل، والنظر في العواقب. ومن ذلك هذان المثالان: أ- سئل عن افتتاح حمام فني فكتب ما نصه: لا أرى فتح مثل هذا الحمام في هذا البلد؛ لأن الضرر سيكون أكبر من النفع، ومثل هذه الأشياء تكون عادة وسيلة لفساد لم يخطر على بال الذي أسسها، ومهما حرصت الآن على مراعاة الآداب الشرعية والأخلاقية، فإنك لن تستطيع ذلك في المستقبل بعد فتح هذا الباب.

ب- وسئل عن إنشاء صندوق لسائقي السيارات فأجاب: إن اقتراح الذين اقترحوا جعل الصندوق مشروعا خيريا يحتاج إلى تقييد؛ لأنه وإن كانت طرق الخير مفتوحة أمام الراغبين إلا أنه ينبغي معرفة ما وراء ذلك، لئلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015