أزال عن نفسه بهذه العبادات الصلى الذي هو نار الله الموقدة.
والصلاة: هي الصلة بين العبد وربه، والرابطة التي تربط الأرض بالسماء، ومعراج المؤمنين إلى ربهم، والمطية السريعة التي تنقلنا إلى رحاب الله سبحانه وتعالى، عندها يزول البعد، وتنمحي المسافات؛ مصداقا لقوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (?).
والصلاة رحمة مهداة من الله إلى عباده، ومن الملائكة الأبرار إلى العباد المخلصين.
يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (?).
والصلاة هنا رحمة، لأنها تخرج المؤمنين من ظلمات الضلال إلى نور الإيمان، ومن العماية إلى الهدى، ومن الطرق المتشعبة إلى الطريق الواحد المستقيم.
وصلاة الملائكة رحمة واستغفار، قال تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (?).
وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته رحمة ودعاء، قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (?).