فقال أبو المعالي: يغلب على الظن قبول توبته، وقال غيره: يقطع على الله تعالى بقبول توبته، كما أخبر عن نفسه جل وعز، قال ابن عطية: وكان أبي -رحمه الله- يميل إلى هذا القول، ويرجحه، وبه أقول، والله أرحم بعباده من أن ينخرم في هذا التائب المفروض معنى قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} (?).

وقوله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (?).

وإذا تقرر هذا فاعلم أن في قوله: (على الله) حذفا، وليس على ظاهره، وإنما المعنى: على فضل الله ورحمته بعباده، وهذا نحو قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «أتدري ما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: أن يدخلهم الجنة (?)».

فهذا كله معناه على فضله ورحمته بوعده الحق، وقوله الصدق، دليله قوله تعالى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (?) أي: وعد بها، أي أنه وعد، ولا خلف في وعده أنه يقبل التوبة إذا كانت بشروطها المصححة لها. . " (?). هذا ما قاله القرطبي عن التوبة واقترانها بحقيقة الإيمان، ثم تناول شروط التوبة -التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015