ذكر الله بإبلاغ أمره ونهيه، ألا ترى إلى خطاب الله لنبيه موسى عليه السلام في الآية قبيل ذلك: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (?)، ثم خطابه وأخيه فيما بعد وهما يقومان بمهمة الدعوة: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} (?). أي: لا تضعفا في تبليغ الرسالة. إذن فتعليلهما بالتسبيح والذكر الكثيرين يعني تحقيق الدعوة نجاحها (?).

أما الإمام أبو السعود في تفسيره فينظر إلى ذلك من زاوية أخرى، حين يقرر أن التسبيح والذكر في الآية ليس مرادا بهما ما يكون بالقلب أو في الخلوات، فهذا لا يتفاوت حاله عند التعدد والانفراد، بل المراد ما يكون منهما في تضاعيف أداء الرسالة ودعوة المردة والعتاة إلى الحق، وذلك مما لا ريب في اختلاف حاله في حالتي التعدد والانفراد فإن كلا منهما يصدر عنه بتأييد الآخر من إظهار الحق ما لا يكاد يصدر عنه مثله في حال الانفراد (?).

وفي الختام يقول موسى عليه السلام مخاطبا ربه: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} (?) أي: إنك أنت العالم بأحوالنا وبأن التعاضد مما يصلحنا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015