الآحاد على حد قولهم وزعمهم.
فالجواب: إن القول بعدم الأخذ بأحاديث الآحاد في باب العقائد والإيمان بالغيبيات إنه لقول باطل مبتدع في الدين لم يرد ذلك عن سلف الأمة ولم يقل بذلك علماؤها وأئمتها الفحول.
وإنما ابتدعته طوائف المعتزلة والقدرية وأهل الكلام من فرق الضلال، وذلك لنفي صفات الله تعالى التي ثبتت بأحاديث الآحاد، فلم يحتجوا بها مع ثبوتها خوفا من التشبيه فوقعوا بالتعطيل حيث نفوا عن الله تعالى صفات الكمال التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا عجب من قولهم هذا، فهؤلاء القوم أولوا صفات الله تعالى الثابتة في كتابه العظيم وهي الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله تعالى: كالمجيء والنزول والاستواء والغضب والرضى والمحبة، فأولوها على غير مدلولها وصرفوا المعنى المراد منها على غير حقيقته فقالوا: وجاء ربك أي جاء أمره، والاستواء بمعنى الاستيلاء، والنزول نزول رحمته وأمره، والغضب كناية عن العقاب، والرضى كناية عن الثواب، والمحبة كناية عن الإحسان، فهؤلاء هم نفاة الصفات، وكذلك أولوا اليدين بالنعمة والقدرة، والوجه بالذات، كل ذلك فرارا من التشبيه فوقعوا في التعطيل كالمستجير من الرمضاء بالنار.
فعقيدة أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه في القرآن الكريم من صفات الكمال، ووصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويثبتون ذلك لله تعالى