هؤلاء هم المضاربون الذين أستفحل أمرهم فكادوا لغيرهم كيدا كاد يذهب بحياته، واسترسلوا في غوايتهم غير مبالين إلا بمنفعتهم الشخصية، ولو أصبحت الأزمات على الأبواب.
والغلاء لا يطاق. هم كما يدل اسمهم يريدون أن يصرعوا غيرهم ويخربوا السوق ليقوموا على أنقاضها.
وإذا بحثنا في الأسباب التي تحض بعض التجار والسماسرة على المضاربة نجد أهمها اثنين: حب الاستئثار بالغنى، وغرورهم في تقدير أنفسهم.
فكما لاحظ " آدم سميث " أن كثيرين من الناس يعجبون بأنفسهم بدون حق، كذلك يتعالى كثيرون في المضاربة لهذا السبب عينه، وينسون أن المصادفة التي وكلوا إليها أمرهم ربما خانتهم فانقلبوا خاسرين) (?)