{تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ} (?) {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ} (?) {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} (?). وبهذه الوسيلة كان سببا في نجاتهم من القحط وصارت مصر في ذلك الوقت مشد رحال التجار إلى أقصى الأقطار.
ومنها أنه يمنع ارتفاع الأسعار؛ لأن التجار بواسطة نظرهم في العواقب يخدمون التجارة خدمة كبرى فهم يشترون السلع من الجهة التي تباع فيها رخيصة ويبيعونها في السوق التي تباع فيها غالية، فتقل بذلك كمية المعروض من البضائع في السوق الأولى وتزيد في الثانية فتتساوى الأثمان.
مثال ذلك: إذا كان القمح غاليا في السودان ورخيصة في مصر، فإن حسن نظر بعض التجار يدلهم على شراء هذه السلعة من مصر، فيقل المعروض منها وبيعها في السودان حيث يزيد المعروض بهذه الطريقة فيهبط سعرها. أو هم يشترون الصنف وقت كثرته وقلة طلبه ويخزنونه لحين قلته وكثرة طلبه فيربحون هم ويربحون غيرهم في المستقبل بتسهيل الحصول على حاجاتهم منه فتنتظم الأسعار أيضا. فإذا كان نتاج القطن في إحدى السنين