بارز دائما لا ينزوي، بل يبرز في الوقت المناسب لنصر الحق، والرد على خصوم الإسلام بالكتابة وغيرها، من طريق الإذاعة، أو من طريق الصحافة أو من طريق التلفاز، أو من أي طريق يمكنه، وهو أيضا لا يكتم ما عنده من العلم، بل يكتب ويخطب، ويتكلم ويرد على أهل البدع، وعلى غيرهم من خصوم الإسلام بما أعطاه الله من قوة، حسب علمه وما يسر الله له من أنواع الاستطاعة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (?) {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (?).
فينبغي أن نقف عند هاتين الآيتين وقفة عظيمة، فربنا حذر من كتمان العلم، وتوعد على ذلك، ولعن من فعل ذلك، ثم بين الله أن لا سلامة من هذا الوعيد، وهذا اللعن، إلا بالتوبة والإصلاح والبيان؛ التوبة مما مضى: من التقصير والذنوب، وإصلاح للأوضاع التي يستطيع إصلاحها من نفسه، وبنفسه، وبيان لما لديه من العلم الذي قد يقال: إنه كتمه، أو فعلا قد كتمه لخطأ عاجل، أو تأويل باطل، ثم من الله عليه بالهدى، فلا توبة إلا بهذا البيان، ولا نجاة إلا بهذه التوبة، وهي تشتمل على الندم على ما مضى، من التقصير واقتراف الذنب، وإقلاع وترك لهذا الذنب، خائفا من ربه عز وجل، حذرا من عقابه.
وشرط ثالث: وهو العزم الصادق بأن لا يعود فيه ثانية، ثم