س 16: لقد أغواني الشيطان وفعلت جريمة الزنا، وأنا أعلم أنها جريمة بشعة، وأريد أن أتوب إلى الله - عز وجل -، فهل يتوب الله علي؟ علما أنني كنت أقول: سوف أفعلها ثم أتوب. فهل لي توبة؟
جـ 16: التوبة بابها مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها، فمن تاب إلى الله توبة نصوحا من الشرك فما دونه تاب الله عليه.
والتوبة النصوح هي: المشتملة على الإقلاع عن الذنوب، والندم على ما فات منها، والعزم الصادق على ألا يعود فيها؛ خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء لعفوه ومغفرته، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (?)، وقال - عز وجل -: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?)، وقال - عز وجل -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (?)، وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين.
ويزاد على الشروط الثلاثة المذكورة في صحة التوبة شرط رابع فيما إذا كانت الحقوق لآدميين وهو: أن يؤدي إليهم حقوقهم من مال أو غيره أو يستحلهم منها؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته فإن لم