بل أبونا آدم - عليه السلام - كان على الإسلام، والقرون التي كانت بعده إلى أن حدث الشرك في قوم نوح، كلهم كانوا على الإسلام، كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -، ثم حدث الشرك في قوم نوح بعبادة الصالحين، ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، فأرسل الله نوحا - عليه الصلاة والسلام - إلى قومه لما وقع فيهم الشرك، وكان أول رسول إلى أهل الأرض كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام -.
فالرسل - عليهم الصلاة والسلام - جميعا بعثهم الله من أولهم إلى آخرهم بدين الإسلام، كما قال الله - عز وجل -: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (?)، فأوضح سبحانه أن الدين عنده هو الإسلام لا دين سواه عنده سبحانه وتعالى. ثم أكد ذلك سبحانه بآية أخرى، فقال - جل وعلا -: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?)، فبين - عز وجل - أن جميع الطرق مسدودة إلا هذا الطريق وهو الإسلام، وأوضح سبحانه وتعالى أن الإسلام هو الدين الذي يقبل من جاء من طريقه، ومن جاء من غير طريقه لا يقبل، وقال - عز وجل -: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?)، فخاطب هذه الأمة على يد رسوله محمد - عليه الصلاة والسلام - بأنه أكمل لها الدين، وأتم عليها النعمة، ورضي لها الإسلام دينا، فدل ذلك على أن دين الإسلام: هو دين محمد - عليه الصلاة والسلام -، وهو دين هذه الأمة، كما أنه هو دين الأنبياء الماضين والرسل أجمعين - عليهم الصلاة والسلام -. ثم أيد ذلك