ومحمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله لأهل الأرض جميعا من عرب وعجم وجن وإنس، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، فعلى جميع الكفار من يهود ونصارى وغيرهم أن يبادروا بالدخول في الإسلام، وأن يلتزموا من حين بعثه الله إلى يوم القيامة، عليهم أن يلتزموا بذلك ويعملوا به، وعلى جميع الجن والإنس، والعرب والعجم، والذكور والإناث، والأغنياء والفقراء، عليهم جميعا أينما كانوا في أرض الله أن يعبدوا الله وحده، وأن يلتزموا بشريعة الإسلام التي بعث الله بها نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام؛ كما تقدم في قوله سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (?)، وفي قوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (?)، وفي قوله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (?).

ثم وعدهم سبحانه بالنجاة والسعادة والفلاح، فقال سبحانه: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?)، فالمفلحون هم أتباعه عليه الصلاة والسلام، المتمسكون بشريعته، والمستقيمون على دينه.

ومما تقدم تعلم أن أهم الواجبات وأهم الفرائض هو أن تعبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015