{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} (?)، وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} (?)، سماها تقوى؛ لأن العبد يفعلها يتقي بها غضب الله، ويتقي بها عقابه، وهو يفعل أوامر الله وينتهي عن نواهيه، مسلما منقادا خاضعا ذليلا، يرجو رحمة ربه ويخشى عقابه، ويتقي بذلك سوء المنقلب؛ فلهذا سمى الله دينه تقوى، وهو إيمان أيضا سمي إيمانا؛ لأنه تصديق لله ولرسوله كما قال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} (?) الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (?)، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (?)، وقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (?).

فهذه العبادة، وهذا الإسلام، كلاهما يسمى إيمانا؛ لأنهما إيمان بالله ورسوله وتصديق بما أخبر الله به ورسوله، وتصديق بأوامر الله، وتصديق بما نهى عنه، فهو إيمان، ويسمى هدى؛ لأن الله يهدي به من الضلالة ويرشد به إلى أسباب السعادة، فهو هدى لمن التزم به واستقام عليه واهتدى به إلى الحق والصواب، وسلم من البلاء والشر والفساد كما قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015