يهتدون به، ولكنهم يرون الأهوال العظام ويمرون بها فيخشون ربهم ويتوسلون إليه وكلهم رجاء في عفوه: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (?)
وقال سيد قطب رحمه الله تعالى: (المشهد هنا بإجماله وتفصيله جديد وهو من المشاهد التي يحييها الحوار بعد أن ترسم صورتها المتحركة رسما قويا، فنحن نشهد هنا منظرا عجيبا: هؤلاء هم المؤمنون والمؤمنات نراهم، ولكننا نرى بين أيديهم وبأيمانهم إشعاعا لطيفا هادئا، ذلك نورهم يشع منهم ويفيض بين أيديهم وذلك مشهد لطيف حقا، فهذه الأجسام الإنسانية المعتمة، قد أشرقت وأضاءت، وأشعت نورا يمتد منها فيرى أمامها ويرى عن يمينها، وتوجه أبصارنا نحن النظارة في ساحة العرض إلى هذا النور، ثم ها نحن أولاء نراه وها نحن أولاء نسمع ما يوجه إلى المؤمنين والمؤمنات هؤلاء من تكريم وتبشير: {بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (?)) (?).
لقد عمم سبحانه بهذه المكرمة لعباده المؤمنين ثم خصص حيث أشاد بذكر الشهداء فقال تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} (?)