عبد الله بن بسام (?) ومحمد القاضي (?) وهما ممن عرفا مدرسته إبان طفولتهما، وسبرا أخباره عن كثب. وهو - رحمه الله - وإن لم يتحدث في رسالته التي نشرتها المنهل عام 1367 هـ عن رحلته في العلم: طلبا واهتماما ومتابعة، إلا أنه أعطى لمحة عابرة تنبئ عن الجهد المبذول في طلب العلم، والانتجاع من أجله، عندما قال: وذلك أني لما رجعت من الهند في 22 رمضان سنة 1357 هـ، وقدمت الرياض، أقمت عند شيخي الفاضل العلامة: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعا، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع، فقرأت عليهما كليهما في الحديث (?).
ولكن محرر هذه المجلة، أوضح في مقدمة اللقاء معلومات أكثر فقال: وقد تحدث إلينا القرعاوي فقال: إنه مع شيبته كان لا يستنكف من تلقي دروس الحساب والخط مع صغار التلاميذ، في مدرسة إبراهيم الحلواني في مكة المشرفة، وأنه ارتحل إلى الهند وهو كبير السن لاستكمال الدراسة، وقد كرر الدراسة مرارا في نجد على شيخه العلامة: الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن سليم، والشيخ عمر بن سليم في بريدة، وأنه يطبق على نفسه المبدأ القائل: " اطلب العلم من المهد إلى اللحد ". وأنه كان يستعد بذلك كله لهذا العمل الذي قام به في الأخير. (?).