ويقطعوا المعذرة، والله سبحانه يحب أن يمدح، ولهذا أثنى على نفسه بما هو أهله، وهو غيور على محارمه، ولهذا حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
فعليك أن تحمده سبحانه، وتثني عليه بما هو أهله، فله الحمد في الأولى والآخرة، وعليك أن تثني عليه بأسمائه وصفاته، وأن تشكره على إنعامه، وأن تصبر على ما أصابك، مع أخذك بالأسباب التي شرعها الله وأباحها لك، وعليك أن تحترم محارمه، وأن تبتعد عنها، وأن تقف عند حدوده، طاعة له سبحانه ولما جاءت به الرسل، وعليك أن تتفقه في دينك، وأن تتعلم ما خلقت له، وأن تصبر على ذلك حتى تؤدي الواجب على علم وعلى بصيرة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (?)» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة (?)» خرجهما مسلم في صحيحه.
وأعظم الأوامر وأهمها توحيده سبحانه، وترك الإشراك به - عز وجل -، وهذا هو أهم الأمور، وهو أصل دين الإسلام، وهو دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة، دون كل من سواه.
هذا هو أصل الدين، وهو دين الرسل جميعا، من أولهم نوح إلى خاتمهم محمد - عليهم الصلاة والسلام -، لا يقبل الله من أحد دينا سواه، وهو الإسلام.
وسمي إسلاما لما فيه من الاستسلام لله، والذل له، والعبودية له، والانقياد لطاعته، وهو توحيده والإخلاص له، مستسلما له - جل وعلا -، وقد أسلمت وجهك لله، وأخلصت عملك لله، ووجهت قلبك إلى الله في سرك وعلانيتك، وفي خوفك وفي رجائك، وفي قولك وفي عملك، وفي كل شأنك.