الحسية والمعنوية. وهذا هو الواجب على المجاهدين في زمان ومكان أن يتصفوا بالأخلاق الإيمانية، وأن يستقيموا على طاعة ربهم، ويعدوا له ما استطاعوا من قوة ويحذروا مكائده مع الصبر على الحق والثبات عليه، وهذا هو السبب الأول والأساس المتين والأصل العظيم، وهو قطب رحى النصر وأساس النجاة والفلاح، وهذا هو السبب المعنوي الذي خص الله به عباده المؤمنين وميزهم به عن غيرهم ووعدهم عليه النصر إذا قاموا به مع السبب الثاني حسب الطاقة وهو إعدادهم لعدوهم ما استطاعوا من القوة والعناية بشئون الحرب والقتال والصبر والمصابرة في مواطن اللقاء مع الحذر من مكائد الأعداء.

وبهذين الأمرين يستحقون النصر من ربهم عز وجل فضلا منه وكرما ورحمة وإحسانا ووفاء بوعده وتأييدا لحزبه كما قال عز وجل: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (?)، وقال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (?)، وقال تعالى: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?)، وقال عز وجل: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (?)، ومما تقدم أيها الأخ المسلم وأيها الأخ المجاهد تعلم أن ما يتكرر كثيرا في بعض الإذاعات العربية من قولهم (النصر لنا)، (الله معنا)، (النصر للعرب)، (النصر للعرب والإسلام) وما أشبه ذلك أن هذه كلها ألفاظ خاطئة ومخالفة للصواب فليس النصر مضمونا للعرب ولا لغيرهم من سائر أجناس البشر، وإنما النصر معلق بأسبابه التي يوضحها الله في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وأسبابه كما تقدم هي: تقوى الله، والإيمان به، والصبر والمصابرة لأعدائه، والإخلاص لله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015