عدوك وجهاده ومنازلته مع قيامك بتقوى الله عز وجل، وهي تعظيمه سبحانه والإخلاص له وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والحذر مما نهى الله عنه ورسوله، هذه حقيقة التقوى والصبر على جهاد النفس لأن الله سبحانه قد أمر بذلك ورسوله.
ونص سبحانه على الصبر وأفرده بالذكر لعظم شأنه وشدة الحاجة إليه وقد ذكره الله في كتابه الكريم في مواضع كثيرة جدا منها قوله جل وعلا: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (?)، وقوله سبحانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (?)، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?).
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر (?)» فاتقوا الله معاشر المسلمين والمجاهدين في ميادين الحرب وفي كل مكان واصبروا وصابروا في جهاد النفس على طاعة الله وكفها عن محارم الله، وفي جهادها على قتال الأعداء ومنازلة الأقران وتحمل المشاق في تلك الميادين المهولة تحت أزيز الطائرات وأصوات المدافع، وتذكروا أسلافكم الصالحين من الأنبياء والمرسلين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أجمعين ومن تبعهم من المجاهدين الصادقين، فلكم فيهم أسوة وفيهم لكم عظه وعبرة، فقد صبروا كثيرا وجاهدوا طويلا ففتح الله بهم البلاد، وهدى بهم العباد، ومكن لهم في الأرض، ومنحهم السيادة والقيادة بإيمانهم العظيم وإخلاصهم لمولاهم الجليل، وصبرهم في مواطن اللقاء، وإيثارهم الله والدار الآخرة على الدنيا وزهرتها