تستطع فعلى جنب (?)» رواه البخاري في الصحيح. زاد النسائي: «فإن لم تستطع فمستلقيا»، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث أن الواجب على المريض أن يصلي على حسب استطاعته، قائما إذا استطاع فإن عجز الرجل أو المرأة صلى قاعدا على أي صفة كان متربعا أو محتبيا أو غير ذلك، على أي حال كان من القعود على حسب حاله، والأفضل التربع إذا تيسر ذلك لحديث عائشة رضي الله عنها الوارد في ذلك فإن عجز عن القعود صلى على جنبه والأفضل على جنبه الأيمن إذا تيسر، فإن لم يتيسر الأيمن فالأيسر فإن عجز صلى مستلقيا على ظهره ورجلاه إلى القبلة. ثم لا بد من الوضوء مع القدرة فإن لم يستطع يتيمم بالتراب يكون عند سريره شيء من التراب في إناء أو في كيس يتيمم به عند عجزه عن الماء. والواجب على المسئولين في المستشفيات أن يضعوا تحت أسرة المرضى ما يتيممون به إذا عجزوا عن الماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره (?)». . وفي اللفظ الآخر وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء.
والله يقول في كتابه العزيز:. . . {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} (?)، والصعيد هو وجه الأرض وترابها، فالواجب على المسئولين في كل مستشفى وفي هذا المستشفى أن يعنوا بهذا الأمر، وعلى الأطباء والطبيبات أن يعنوا بهذا الأمر حتى لا ينسى المريض، بل يعلم ويوجه لأن يصلي على حاله قاعدا أو قائما أو على جنبه على حسب طاقته، ويعلم المريض أن عليه التيمم عند عدم قدرته على الماء وأن يصلي في الوقت ولا بأس أن يجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما جمع تقديم أو جمع تأخير، وهكذا لا بأس أن يجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما جمع تأخير أو جمع تقديم.
وفق الله الجميع لما يرضيه وأصلح حالنا جميعا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.