عند الاختلاط وعدم الحذر، ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء (?)»، فالمرأة عند بروزها للرجل متزينة متكحلة قد تعاطت ما يسبب الفتنة، فيكون في ذلك خطر عظيم عليها وعلى الرجل، وهكذا الرجل عند اختلاطه بالنساء، فالمريضة من النساء تعالجها المرأة والمريض يعالجه الرجل هكذا يجب، وقد صدر في هذا تعليمات من ولي الأمر، فالواجب الالتزام بذلك إلا عند الضرورة القصوى إذا وجد مرض لا يفهمه إلا رجل جاز عند الضرورة أن يعالج المرأة، أو مرض لا يفهمه إلا المرأة ولم يوجد رجل يفهمه فإن المرأة تعالجه عند الضرورة مع العناية بالحشمة وعدم الخلوة. والمقصود أن هذا أمر يتعلق بالمستشفيات جميعا ووصيتي لهذا المستشفى وللقائمين عليه من الأطباء والطبيبات، ومن العاملين والعاملات وعلى رأس الجميع المدير، وصيتي للجميع الالتزام بأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والتعاون على البر والتقوى وأن يختص الرجال بالرجال والنساء بالنساء في الطب والتمريض والأعمال الكتابية وغير ذلك، حتى يتميز هؤلاء عن هؤلاء وحتى يبتعد الجميع عن أسباب الفتنة والخلوة المحرمة إلى غير ذلك مما قد يقع من الفتن بأسباب الاختلاط، ثم فوق ذلك كله العناية بأمر الله الذي خلقنا له، فقد عرفتم جميعا أننا خلقنا لأمر عظيم وهو القيام بعبادة الله وتقواه، فلم نخلق للأكل والشرب والجماع والتلذذ بمباهج الحياة، ولكن خلقنا لنعبد الله وحده ونتقيه سبحانه وتعالى بفعل الأوامر وترك النواهي عن إيمان به سبحانه وإخلاص له.
وخلق لنا سبحانه هذه الأشياء التي بين أيدينا نستمتع بها من الملابس والمساكن والمراكب والمآكل والمشارب وغير ذلك، لا لنشغل بها عن طاعة الله ولكن لنستعين بها على طاعة الله وتقواه، كما قال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (?) خلق لنا ما في الأرض من مآكل ومشارب