مسألة العدد المشترط لصحة إقامة صلاة الجمعة كانت مثار خلاف منذ أمد بعيد، واستمر كذلك خلال أطوار الفقه المتعاقبة. مقتنعا كل فقيه بما ذهب إليه، وأدى إليه اجتهاده.
وقد حاول الشيخ سليمان - رحمه الله - بما أوتي من فقه وسعة معرفة وإلمام كبير بعلم الحديث، أن يصل إلى القول الصحيح فيما يرى. فاستهل رسالته بمقدمة بين فيها حكم صلاة الجمعة بالدليل من الكتاب والسنة والإجماع، ومن لا يلزمه حضورها.
ثم قام بتحرير محل النزاع، وأشار إلى اتفاق العلماء على اشتراط الجماعة، وساق الأقوال ثم أتبعها بالأدلة والنقول التي أوردها أهل العلم على كل رأي، وخلص إلى عدم اشتراط أكثر من اثنين لأدائها.
ويلاحظ أن المؤلف حرص على بيان بطلان القول باشتراط حضور أربعين من أهل وجوبها، وهو القول المشهور في مذهب أحمد، وذلك لأنه كان ولا يزال هو الاتجاه السائد في نجد.