رأيت حمادا - يعني ابن أبي سليمان الكوفي ت 120 هـ - يكتب عن إبراهيم النخعي - ت 96 هـ - فقال له إبراهيم: ألم أنهك - يعني عن الكتابة -؟ قال: إنما هي أطراف (?). أهـ.

وقد تلاحق صنع هذا النوع من الفهارس حتى صار في القرن الرابع وما بعده عملا مستقلا كأطراف الصحيحين لأبي مسعود الدمشقي: إبراهيم بن محمد بن عبيد ت 401 هـ، وأطراف الكتب الخمسة - البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي - لأبي العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي الأصبهاني ت بعد 520 هـ.

وكتاب تحفة الأشراف بمعرفة الطراف للحافظ أبي الحجاج المزي ت 742 هـ وهو بأطراف الكتب الستة، وكتاب ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث للشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي ت 1141هـ، وهو بأطراف الكتب الستة وموطأ الإمام مالك (?).

وهكذا تلاحقت هذه النوعية من الفهارس حتى زمننا الحاضر، فقل كتاب من كتب الستة ليس له فهرسة لأطراف أحاديثه.

أما فهرس المعنى والمضمون وهو: أن يستخلص معاني الأحاديث ومضمونها وتجعل كعنوان للباب ثم ترتب تلك المعاني ترتيبا هجائيا، ثم تذكر الأحاديث التي تنطوي تحت ذلك الباب مع العزو إلى أماكن وجودها في كتب السنة، وهو أصل منهج كتاب مفتاح كنوز السنة، وقد قام بهذا النوع من الفهرس الإمام مجد الدين أبو السعادات مبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير ت 606 هـ في كتابه جامع الأصول (?).

أما فهرس الألفاظ المشهورة وهو: انتقاء الكلمة المشهورة من الحديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015