" كانت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة للنبوات، لأنه بعث للناس كافة إلى أن تقوم الساعة. . . . وإذا كانت رسالته عامة لكل الناس، فلا بد أن تكون شريعته كاملة شاملة لمصالح البشر، لا يحتاج معها إلي شريعة أخرى وبعثة نبي آخر" كما قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?) (المائدة: من الآية 3).

وارتباط الخشوع بشكر المنعم كمظهر آخر من مظاهر حكم الصلاة يقتضيه ما يحققه إقام الصلاة من عبادة مثلى لله، والعبادة هي الحكمة من خلق الجن والإنس، فهم بالصلاة يستجيبون لشكر الله {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} (?)، وللمسلمين في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في الشكر، ففي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة أنه قال: «قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه. فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبدا شكورا (?)» وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا (?)».

الصلاة إذن شكر للمنان واعتراف بفضل الديان وانقياد واستسلام لإرادة الواحد الأحد، انقياد قوامه التصديق واستسلام أساسه الإيمان العميق، نأيا عن الشرك واقترابا من لوازم التوحيد مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (?)». فعند ما تشرق أنوار هداية الله، تستجيب الفطرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015