والصواب، ويستقيموا على الهدى، وقال جل وعلا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (?) يعني اتقوها بالعمل الصالح والاستقامة على طاعة الله والجهاد في سبيله، ولزوم الحق.

والفتنة يدخل فيها الحروب، ويدخل فيها الشبهات، التي يزيغ بها كثير عن الحق، ويدخل فيها الشهوات المحرمة، إلى أنواع أخرى من الفتن.

فأهل الإيمان يتقونها بطاعة الله ورسوله، والفقه في الدين، والإعداد لها قبل وقوعها، حتى إذا وقعت فإذا هم على بينة وبصيرة، وعلى عدة، ويقول جل وعلا: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (?) المعنى: أنه شديد العقاب لمن خالف أمره، وارتكب نهيه، ولم ينقد لشرعه سبحانه، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (?). فالإنسان يفتن بالمال والولد، ويمتحن فإن اتقى الله في المال والولد فله السعادة، وإن مال مع المال إلى الشهوات المحرمة، وإيثار العاجلة هلك. وهكذا إن مال مع الولد إلى ما حرم الله، وإلى متابعة الهوى هلك مع من هلك.

وقال سبحانه وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (?)، ومعنى ولنبلونكم: لنختبرنكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم حتى نعلم علما ظاهرا، والله سبحانه يعلم كل شيء، ولا يخفى عليه شيء، وقد سبق علمه بكل شيء، كما قال تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (?).

وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (?). فهو سبحانه وتعالى عليم بكل شيء، ولكنه يبلوهما حتى يعلم المجاهدين منهم، والصابرين علما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015