شيئا، ومن دعا إلى ضلال كان عليه من الإثم مثل إثم من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا (?)» رواه مسلم أيضا - وفي الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه لما بعثه إلى خيبر: «ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه (?)» ثم قال له: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (?)»، وهذا خير عظيم - والمعنى أن ذلك خير من الدنيا كلها، لكن لما كانت العرب تعظم الإبل الحمر وتراها أفضل أصوافا مثل بها عليه الصلاة والسلام.

فالمسلمون في حاجة شديدة إلى الإخلاص في هذا الأمر والنشاط فيه والصبرعليه لهذه النصوص التي وردت وغيرها مع الصدق والتحري في الخير والعناية بالأسلوب الحسن والتواضع واستحضار أن العبد على خطر عظيم فهو يدعو إلى الله وينشر الخير وينصح ويعين على البر والتقوى مع التواضع وعدم التكبر وعدم العجب، ولا يرى نفسه أبدا إلا على خطر ويحثها على كل خير ويراقبها ويحذر من شرها ولا يعجب بعمله ولا يمن به ولا يتكبر بذلك ولا يفخر على الناس، بل يرى أن المنة لله عليه في ذلك كما قال سبحانه وتعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (?)، فالتعاون على البر والتقوى والتناصح يقتضي الدعوة إلى الخير والإعانة عليه فهو أيضا يقتضي التحذير من الشر وعدم التعاون مع أهل الشر، فلا تعن أخاك على ما يغضب الله عليه ولا تعنه على أي معصية بل تنصح له في تركها وتحذره من شرورها، وهذا من البر والتقوى، وإذا أعنته على المعصية وسهلت له سبيلها كنت ممن تعاون معه على الإثم والعدوان سواء كانت المعصية عملية أو قولية كالتهاون بالصلاة أو بالزكاة أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015