أنه من الشر، وتعينه على الخير وعلى ترك الشر وتفرح بحصوله على الخير، ويحزنك أن يقع في الشر لأنه أخوك - ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (?)» متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضا: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه (?)» متفق عليه، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام أيضا «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (?)» متفق عليه - فهذه الأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها أصول عظيمة في وجوب محبتك لأخيك كل خير وكراهتك له كل شر ونصيحتك له أينما كان وأنه وليك وأنك وليه، كما قال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (?)، وفي هذا المعنى أيضا ما رواه مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم (?)»، وفي هذا الحديث العظيم إخبار النبي عليه الصلاة والسلام أن الدين كله النصحية، والنصح هو الإخلاص في الشيء وعدم الغش والخيانة فيه.

فالمسلم لعظم ولايته لأخيه ومحبته لأخيه ينصح له ويوجهه إلى كل ما ينفعه ويراه خالصا لا شائبة فيه ولا شيء فيه - ومن ذلك قول العرب: ذهب ناصح، يعني سليما من الغش، ويقال: عسل ناصح، أي سليم من الغش والشمع - وفي هذا المعنى أيضا ما رواه الشيخان من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم (?)».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015