الإنسان، وغير ذلك من الأحكام الشرعية والخلقية، قال صلى الله عليه وسلم: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم، لأوزعه ذلك عن انتهاكه (?)».

ولمعرفة الأنساب وصونها، قيمة كبرى في عملية المصاهرة أيضا فقد يتوصل بضياع الأنساب إلى أن ينكح المرء أخته أو عمته أو خالته، أو ابنة أخيه أو ابنة أخته، وهو لا يدري.

كما أن ضياع الأنساب يؤدي إلى ضياع النسل، حيث يولد الأبناء ولا يجدون من يعولونهم ويربونهم تربية صادقة، ولو لم تكن الأنساب لعجت المجتمعات بأولاد لا كرامة لهم ولا أسماء، ولهبطت الإنسانية إلى حظائر الحياة الحيوانية، وعالم الخنافس والقردة.

كما تبرز أهمية صيانة الأنساب وحفظها في تحقيق الذات واعتبارها، فالنسب الثابت المعروف، يشعر صاحبه بكرامته وعزته ووجوده الشرعي، وحق انتمائه الأسري والاجتماعي، ولهذا يشعر مجهولو الأنساب، واللقطاء، وأولاد الزنى برفض أسري، وذل اجتماعي، واكتئاب نفسي، وندوب عاطفي، وهذا يدل على أن صون النسب وحفظه من أهم خصائص النفس الإنسانية.

ونظرا لأهمية النسب وحفظه، ألغى الإسلام قانون التبني، لأنه تزييف لحقيقة الأنساب، واستلاب لكرامة الإنسان، ورق مقنع بدوافع العاطفة الكاذبة، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (?)، وأقبح من هذا، إلحاق نسب المرأة بزوجها، وذلك لأن كل واحد منا لديه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015