المفتنين، وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها قالوا: أنت من الملبسين وإن تركت ما أنت عليه واتبعت أهواءهم فأنت عند الله من الخاسرين وعندهم من المنافقين.
فالحزم كل الحزم التماس مرضاة الله ورسوله بإغضابهم وأن لا تبالي بذمهم ولا بغضهم، فإنه عين كمالك. كما قال:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني فاضل
وقال آخر: (?):
لقد زادني حبا لنفسي أنني (?) ... بغيض إلى كل امرئ , غير طائل (?)
فمن كان (?) بواب قلبه وحارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم وهي فضول النظر، والكلام، والطعام، والمخالطة، واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعة (?) التي يتحرز بها من الشيطان فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه باب جهنم، وفتح عليها باب الرحمة ويوشك أن يحمد عند الممات عاقبة هذا الدواء، فعند الممات يحمد العبد التقى (?) و (عند الصباح يحمد القوم السرى).