ألا يتذكرون أنه يحكم العراق بدستور اشتراكي علماني؟

إننا نخوفهم من الوقوف بين يدي الله. . . ونذكرهم بقوله سبحانه وتعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} (?) {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} (?) {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (?) الفرقان 27 - 29.

إن لإحسان الظن شروطا من أهمها: ألا يصدر عن المرء سلوك ينفي حسن الظن وقد صدر عن القيادة العراقية سلوك عدواني تمثل في احتلال دولة عربية مسلمة وتشريد أهلها وتخريب مؤسساتها رغم المعاهدات الإقليمية والعربية والدولية التي تربطه بجيرانه.

وتبين للعلماء المجتمعين في مكة المكرمة بصورة أشد وضوحا - مع مرور الوقت ورصد النتائج - أنه ليس مصيبا من يتصور أن الكارثة التي أنزلها النظام العراقي بالأمة تنحصر في الكويت والمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج.

إن عواقب العدوان العراقي ومضاعفاته وآثاره تتعدى هذا النطاق لتمتد إلى الوطن العربي كله والعالم الإسلامي جميعا والإنسانية كافة.

فقد تعثرت اجتماعات جامعة الدول العربية بعد أن أحدث فيها الغزو العراقي للكويت انقساما حادا وفرقة عاتية.

وتأخر مؤتمر القمة الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن موعده.

وتفشى القلق النفسي، واضطرب الأمن، وتكاثرت الخسائر الاقتصادية واعتل سوق النفط والمال وتضاعفت مآسي العالم الإسلامي بسبب ذلك، وتناقص نشاط الدعوة إلى الله والأعمال الخيرية وتدفقت الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة بمعدلات أكبر وأسرع وصرف الوعي - بقوة الأزمة التي فجرها النظام العراقي - عن الانتقاضة المباركة في الأرض المحتلة واشتد ظلم اليهود للفلسطينيين.

إن المجتمعين وهم يرصدون هذه الآثار المفزعة السيئة لينصحون كل مسلم بأن يجعل منها دليلا على الحكم بفساد سلوك النظام العراقي.

إننا نهدف من إعلاننا هذا إلى إنقاذ الأمة من حرب مدمرة تهلك الحرث والنسل إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015