قال القرطبي: (قرأ عمر رضي الله عنه هذه الآية {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (?) فقال هذه لهؤلاء. ثم قرأ {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} (?) فقال هذه لهؤلاء ثم قرأ {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (?) حتى بلغ {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} (?) {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} (?) {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} (?) ثم قال: لئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرو حمير (?) نصيبه منها لم يعرق فيها جبينه. وقيل: إنه دعا المهاجرين والأنصار واستشارهم فيما فتح الله عليه من ذلك وقال لهم: تثبتوا الأمر وتدبروه ثم اغدوا علي. ففكر في ليلته فتبين له أن هذه الآيات في ذلك أنزلت، فلما غدوا عليه قال: قد مررت البارحة بالآيات التي في سورة الحشر وتلا {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} (?) إلى قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} (?) فلما بلغ قوله {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (?) قال: ما هي لهؤلاء فقط وتلا قوله {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} (?) إلى قوله: {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (?) ثم قال: ما بقي أحد من أهل الإسلام إلا وقد دخل في ذلك) (?).
السادسة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمى أرضا بالربذة لنعم الصدقة. وقد ثبت في صحيح البخاري أنه قال لمولاه وكان يدعى هنيا: (يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة