وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (?).

ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي وهو التعاون على البر والتقوى، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة "، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (?)» أخرجه مسلم في صحيحه وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (?)» وشبك بين أصابعه وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر (?)» أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما فهذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين والتراحم والتعاطف والتعاون على كل خير وفي تشبيههم بالبناء الواحد والجسد الواحد ما يدل على أنهم بتضامنهم وتعاونهم وتراحمهم تجتمع كلمتهم وينتظم صفهم ويسلمون من شر عدوهم. ومما يبشر بخير ومستقبل أفضل أن جلالة الملك فيصل - رحمه الله - قد تبنى الدعوة لهذا الأمر الجليل وهو تضامن المسلمين وتعاونهم على كل ما فيه إقامة دينهم وحفظ كيانهم وحصول مصالحهم المشتركة وحل مشاكلهم وقد بذل جلالته في هذا السبيل جهودا مشكورة وقام باتصالات موفقة بعدد من الملوك والزعماء لشرح هذه الفكرة العظيمة والغرض النبيل وقد تكللت بحمد الله هذه الاتصالات بنجاح كبير وحصل لها في الأوساط الإسلامية آثار حسنة وانتشرت هذه الدعوة بين المسلمين وتناقلتها أجهزة الإعلام في كل مكان، ولا ريب أن جلالته يشكر شكرا جزيلا على ما بذله في هذا السبيل من الجهود المباركة التي أدرك كل منصف آثارها الصالحة ونتائجها الطيبة نسأل الله أن يجزل مثوبته وأن يرفع درجته في المهديين وأن يتغمده بعفوه ورحمته وقد سار على أثره في هذا السبيل جلالة الملك خالد وولي عهده سمو الأمير فهد أجزل الله مثوبتهما وكلل جهودهما الطيبة بالنجاح وجعل التوفيق حليفهما وحليف العاملين معهما في هذا الواجب العظيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015