ولما حضر أبا موسى الموت، جمع بنيه فقال: "انظروا إذا أنا مت، فلا تؤذنن بي أحدا ولا يتبعني صوت ولا نار، وليكن ممسى أحدكم بحذاء ركبتي من السرير". ولما أغمي عليه بكت ابنة الدومي أم أبي بردة، فقال: "أبرأ إليكم ممن حلق وسلق وخرق (?) وأغمي عليه، فبكوا عليه، فقال: "أما علمتم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، فذكروا ذلك لامرأته، فسألته، فقال: "من حلق وخرق وسلق". وأغمي على أبي موسى، فبكوا عليه، فأفاق فقال: "إني أبرأ إليكم مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلق وخرق وسلق "، وأغمي عليه في مرضه، فصاحت عليه أم بردة، فأفاق، فقال: إني بريء ممن حلق وسلق وشق "، يقول ذلك للخامشة وجهها. وقال: "إذا حفرتم لي، فأعمقوا لي قعره"، وقال: "أعمقوا لي قبري (?) ".

ومات أبو موسى سنة ثنتين وخمسين الهجرية في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقال بعض أهل العلم: "إنه مات قبل هذا الوقت بعشر سنين، سنة ثنتين وأربعين الهجرية (?). وقيل: مات سنة أربع وأربعين الهجرية (?)، وقيل: سنة خمسين الهجرية أو سنة اثنتين وخمسين الهجرية (?)، وأكثر المصادر تتفق على أن وفاته كانت سنة ثنتين وأربعين الهجرية أو سنة أربع وأربعين الهجرية، وهي المصادر القديمة ومصادر المحدثين: القديمة منها قريبة العهد من الذين سجلت سيرهم، والمحدثون الموثوق بهم معروفون بصدقهم ودقتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015