قدم أبو موسى الأشعري مكة مع إخوته في جماعة من الأشعريين، فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، ثم أسلم بمكة (?) وأسلم إخوته معه (?)، وهاجر إلى أرض الحبشة (?)، وقيل: بل رجع إلى بلاده وقومه ولم يهاجر إلى أرض الحبشة (?). والصحيح أن أبا موسى انصرف إلى قومه بعد إسلامه فأقام بها، ثم قدم مع إخوته وبعض الأشعريين من قومه في نحو خمسين رجلا في سفينة، فألقتهم الريح إلى أرض النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا خروج جعفر بن أبي طالب منها عائدين إلى المدينة المنورة، فأتوا معهم. وقدمت السفينتان معا: سفينة جعفر وأصحابه، وسفينة أبي موسى وأصحابه الأشعريين، على النبي صلى الله عليه وسلم، حين فتح خيبر (?)، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم أبي موسى وجماعته من الأشعريين، بشر أصحابه بمقدمهم قائلا: «يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا (?)» فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى. ولما دنوا من المدينة المنورة جعلوا يرتجزون:
اليوم نلقى الأحبه ... محمدا وصحبه (?)