الخلاصة

قتل الغيلة

تطلق الغيلة على أخذ الشيء من حيث لا يدري، فهي متضمنة معنى الختل والغرة والخداع والخفاء، وهي اسم هيئة من الغول بمعنى الاغتيال والإهلاك، يقال: غال يغول إذا أخذه من حيث لم يدر، ومن ذلك سمي السيف الدقيق مغولا؛ لأنه يستتر بقراب حتى لا يدرى ما فيه، وسميت المفازة المتباعدة الأطراف غولة لأنها تغتال من مر بها، وتطلق لغة أيضا على رضاع الولد المرأة الحامل أو التي جامعها زوجها مثلا.

والقتل غيلة في اللغة هو القتل على غرة أو مع ختل وخداع، يقال: قتله غيلة إذا ختله وخدعه فقتله من حيث لا يعلم. أما عند الفقهاء فقد اختلف رأيهم فيه، فمنهم من خصه بالقتل خفية لأخذ المال، ومنهم من قال: هو قتل شخص لأخذ ما معه من مال أو زوجة أو أخت ونحو ذلك، ومنهم من توسع فيه، فقال: إنه القتل على وجه التحيل والخديعة، أو على وجه القصد الذي لا يحتمل معه الخطأ. ويمكن أن يقال: إن هذا الأخير هو مذهب مالك وأصحابه، وما نقل عنهم من التعبير بالقتل على مال محمول على التمثيل لا الحصر، بدليل تعميمهم في كثير من عباراتهم، وتصريح ابن القاسم لجعل القتل على مال مثالا للقتل غيلة (?) وإدخالهم القتل على وجه القصد الذي لا يحتمل معه الخطأ في قتل الغيلة كقتل المدلجي ولده، ولذا أوجب فيه مالك قتل الوالدين لولدهما لكونه قتل غيلة عندهم، وإن لم يكن على مال. وأما ما اشترط من المالكية في قتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015