السنة القولية والعملية مبينة ذلك بيانا شافيا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا كما رأيتموني أصلي (?)». وقال أيضا: «لتأخذوا عني مناسككم (?)». وقال: «ليس فيما دون خمسة أو سق صدقة (?)».
كما أن السنة قد تكون مقررة، ومؤكدة لما جاء في القرآن الكريم، فيكون الحكم في هذه الحالة مستندا إلى دليلين، ومستمدا من مصدرين رئيسيين. وذلك جملة الأحكام الثابتة في القرآن، فجاءت السنة مؤكدة لها، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «قد فرض الله عليكم الحج (?)» حيث جاء مؤكدا لوجوب الحج، في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (?).
إضافة إلى أنها قد تثبت أحكاما جديدة، لم تثبت في القرآن الكريم، ولا أدل على ذلك من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يوشك الرجل متكئا على أريكته، يحدث بحديثي فيقول: "بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه" ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله (?)».
قال الأمام الشافعي في رسالته الأصولية، مبينا نسبة السنة إلي القرآن: