أصيب به (?).
وقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (?) دليل على أن النفث يضر المسحور في حال غيبته (?) عنه ولو كان الضرر لا يحصل إلا بمباشرة البدن ظاهرا كما يقوله هؤلاء لم يكن للنفاثات شر يستعاذ منه (?)، وأيضا فإذا جاز على الساحر أن يسحر أعين جميع الناظرين مع كثرتهم حتى يروا الشيء بخلاف ما هو به مع أن هذا تغير (?) في إحساسهم فما الذي يحيل تأثيره في تغير بعض أعراضهم وطباعهم وقواهم. فإذا غير إحساسه حتى صار يرى الساكن متحركا، والمتصل منفصلا، فما المحيل لأن يغير صفات نفسه حتى يحصل (?) المحبوب إليه بغيضا والبغيض محبوبا، وغير ذلك من التأثيرات. وقد قال تعالى عن سحرة فرعون إنهم: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} (?) الآية.
فبين سبحانه أن أعينهم سحرت (?) وذلك إما:
أن يكون لتغير حصل في المرئي، وهو الحبال والعصي، مثل أن يكون السحرة استعانت بأرواح حركاتها وهي الشياطين فظنوا أنها