لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر (?)».

«من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه (?)».

«المؤمن آلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (?)».

4 - ولنأخذ أيضا قول الله سبحانه في ارتباط صلاح الحياة الاجتماعية بنظام العقوبة على الجنايات:

{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (?)

ولننظر في مقابله قول النبي - عليه السلام.

«إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا (?)».

5 - ولنأخذ أيضا قوله سبحانه في وجوب أداء الأمانة والحكم بالعدل:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (?)

ولننظر في مقابلة أقوال النبي عليه السلام.

«أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك (?)».

«ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار».

«لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير متعتع (?)».

وهكذا إذا تقصينا الموضوعات والمعاني التي وردت في القرآن وفي الحديث معا نجد بينهما في الأسلوب العربي هذا البون الكبير الذي يجزم معه كل ذي بصر وإنصاف أن شخصا لا يمكن أن يصدر عنه هذان الأسلوبان معا، ولكل منهما طابعه الخاص البعيد كل البعد عن الآخر، وكل منهما في ذاته وفي جميع أمثلته ونصوصه متشابه لا يختلف، بل يجري على غرار واحد فيحافظ على طريقته المتميزة، وعلى اختلافه عن غيره ذلك الاختلاف الكبير.

وإنه ليتجلى من هذه الأمثلة المقارنة ومن نظائرها ما أشرنا إليه آنفا من أن أسلوب الحديث النبوي هو أسلوب التخاطب العادي المألوف بين العرب في بيانهم وأحاديثهم ومحاوراتهم وحكمهم وأحكامهم ووصاياهم، ونصائحهم، لا يخرج عن هذا السنن المألوف بينهم، وإنما يمتاز بأنه من جوامع الكلم ومن حكيم البيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015