وتحريم موادة الكفار أو محبتهم.

ولم يستثن قرابة أو ذا رحم شفيق، قال تعالى:

{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (?).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (?).

وبلغ الأمر أن حكم على المتعدي لوصاياه بالكفر، قال تعالى:

{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (?).

ولم يقف النهي عن موالاة المشركين عند حدود الموالاة فقط، بل جاوره إلى النهي عن المشابهة، حتى استقرت كقاعدة عامة، وغدت من الأركان الأساسية التي امتدت إلى الكثير من تفاصيل الأحكام، لوفرة ما دل عليها من الكتاب والسنة.

والسبب كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أن المشاركة في الهدي الظاهر، تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين، يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال، وتدفع إلى المشابهة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدرج الخفي. فينتج عنه نوع مودة ومحبة (?)، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم (?)»

ولا تقتصر المعاداة لأهل الشرك فحسب، وإنما تتخطاه أيضا إلى كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015