فتيا في حكم السفر إلى بلاد الشرك
تأليف
سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
1200 - 1233هـ
بتحقيق
الوليد بن عبد الرحمن الفريان
تمهيد
جبل الله تعالى النفس البشرية على الشغف بكل مظهر يعبر عن المحبة والارتياح إلى كل تصرف ينبض بالود.
وما من إنسان سوى إلا وهو بطبعه ينشد ذلك في قسمات الوجوه ويتلمسه في طوايا الحديث وبين الكلمات ويتلهف إليه في كل حين.
ومن أجل هذا كانت المحبة قمة العلاقات الإنسانية.
فمنها ينبثق التسامح، ومن معينها تفيض جميع الصفات النبيلة، وعن طريقها تتفجر الأحاسيس وتسمو العواطف.
والإسلام حين أشرق نوره، فاكتسح بأشعته ظلام الجهل والشرك، كانت الحياة اللاهثة تتقطع بضوضائها في ظل تفكك أخلاقي، وطغيان عارم لمبدأ القوة والعنف.
فبسط جناحه الحاني، وامتد إلى الناس يزرع الحب والود.
وأعاد روح الأخوة والتضامن التي افتقدوها سنين طويلة، فأبدل الله العداوة المستحكمة إلى محبة وتآلف مثالي. قال تعالى: